Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

LE QUOTIDIEN VU D'UNE AUTRE MANIERE

07 Apr

عُمّار المكان -3

Publié par habib fadhlaoui

عُمّار المكان-3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت اقرأ بصوت عال....وكانت قراءتي...
متقطعة...متعثّرة....بطيئة...
. فـالحجم المجهري للحروف ...
.و غياب التّشكيل....
و...رشح...الأنف...
اجتمعت...كلها لتجعل لصوتي....ايقاعا...مملّا...

معاناة..

.......مدّت لي.. أمّي ..قطة قماش......
- هاك...امسح خشمك....

أتناولها....و ألفظ..داخلها....ما علق بأنفي.من مخاط....
.وأحسّ براحة.....
يناولني..... أبي . كأس...شاي.. ..
-اشرب....و رتّح شوية....
أنفخ فيه لأبرّده....و أرتشف.......رشفات...متتابعة.....

في حين...يدخل أبواي...في نقاش ...حول ....بداية القصّة....
فيظهران...استغرابهما.....تارة....و اقتناعهما....بصدقيّة السرد طورا....
ويبديان غضبهما من....

زوجة " تميم الدّاري". التي ..أرادت أن تمازحه...فقالت - وهو .... يتجاوز عتبة الباب مغادرا ...وسط ظلمة داكنة ...-
.
" خذوه يا عُمّار المكان!"......

قالتها بصوت يغلب عليه خشوع ...تقشعر له...الابدان....
فإذا بخيال طويل " كأنّه النخلة السّحوق"....ينطبق على الرجل...
ويعرج به الى السماء......

سألت أمّي.....ماذا يقصد بالنخلة السّحوق.....
فردّت..
.ربما يعني نخلة عالية ....مثل شجرة السرو....بجانب منزلنا.....

في تلك اللحظة....
خيّل اليّ ان كل أحداث....القصّة تدور بجانب منزلنا.....
بالضبط تحت شجرة السّرو.....المغروسة...بين المسكن و السانية....
ليتني ما سالت امي..وما سمعت منها....تلك المقاربة.....

تمرّ الايّام.....و تتمكن..مني فكرة....رهيبة....لا تغادرني أبدا....
هو أنّ..." عمّار المكان....يسكنون حذو منزلنا....
.تحت شجرة السّرو تحديدا....
فكنت.تراني.......اتحاشى...الاقتراب من ذلك المكان
...ليلا كان ذلك او نهارا.....
وكنت..اثناء اللعب اجد كل المبررات..
..لابعد اخوتي او ابناء الجيران..عن شجرة السرو...
كبرت...
.وكبرت معي.... الصّورة....
.حتى كادت تستحيل الى يقين.....

"إنّ عُمّار المكان....رهط من الجنّ يسكنون....تحت شجرة السرو...العالية...
وأنّهم...مستعدون...لاختطاف...أي كان من البشر..ويكفي أن نسلّطهم....بقولنا خذوه..."....

يتبع

 

Commenter cet article

À propos

LE QUOTIDIEN VU D'UNE AUTRE MANIERE